صفاء الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحب والرومانسية والجمال والثقافة
 
الرئيسيةمنتدى الرياضةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيد الشهداء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الحب
Admin
صفاء الحب


المساهمات : 340
تاريخ التسجيل : 28/01/2009

سيد الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: سيد الشهداء   سيد الشهداء I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 3:08 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





حمزة بن عبدا لمطلب
سيد الشهداء





حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي (55 ق.هـ ـ 3 هـ)،(567 م-624 م) وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخوه من الرضاعة، كان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة.






ميــــــــــــــــلاده:

ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ -رضي الله عنه- وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً.





كنــــــــــــــــاه:
أبو عمارة.
أبو يعلى.

ألقــابـــــــــــه:


سيد الشهداء.
أسد الله وأسد رسوله.



نساؤه وولــــــــده:


كان حمزة رضي الله عنه خمسة أولاد، ثلاثة ذكور وابنتان:



١-يعلى: وكان به يكنى، وأمه أنصاريا بنت الملة بن مالك بن عبادة من الأوس، وقد جاء بعده خمسة أبناء : عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد وقد قيل انهم ماتوا صغار.


٢-عامر:وقد قيل مات صغيرا.


٣- عمارة: أمه خولة بنت قيس بن فهد بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية، وكانيكنى به أيضاً.


٤-أمامة: أمها سلمى بنت عميس الخثعمية، وقد اختلِففي اسم أمامة،وهي صحابية.


٥-فاطمة: أمها أنصاريا بنت الملة فهي شقيقة عامر ويحيى وكنيتهاأم الفضل ولها صحبة، وقد اختلِففي اسمها أيضاً، .ولها رواية فقد ذكر لها بقي بن مخلد، وا بن حزم حديثاً واحدًا ولها ذكر في الكاشف للذهبي، والتهذيب للمزي، وعند النسائي وابن ماجه وأبي داود



نسبـــــه الشـــريف:


أبوه سيد قريش: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤَي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، وعبد المطلب هو جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.


أمه من سيدات بني زهرة: هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن عبد مناف بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهالة هذه هي عمة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص.



حمزة بن عبد المطلب.. عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، كان حمزة يعرف عظمة ابن أخيه وكماله.. وكان على بيّنة من حقيقة أمره، وجوهر خصاله.. فهو لا يعرف معرفة العم بابن أخيه فحسب، بل معرفة الأخ بالأخ، والصديق بالصديق.. ذلك أن رسول الله وحمزة من جيل واحد، وسن متقاربة. نشأ معا وتآخيا معا، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.. وفي شباب كل منهما قد مضى في طريق، فأخذ حمزة يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة، وافساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش.. في حين عكف محمد على اضواء روحه التي انطلقت تنير له الطريق الى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من ضوضاء الحياة الى التأمل العميق، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..ولكن حمزة لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل تربه وابن أخيه.. تلك الفضائل والمكارم التي كانت تحلّ لصاحبها مكانا عليّا في أفئدة الناس كافة، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم. فحمزة خير من عرف محمدا، من طفولته الباكرة، الى شباب الطاهر، الى رجولته الأمينة السامقة..انه يعرفه تماما كما يعرف نفسه، بل أكثر مما يعرف نفسه، ومنذ جاءا الى الحياة معا، وترعرعا معا، وبلغا أشدّهما معا، وحياة محمد كلها نقية كأشعة الشمس..!! لا يذكر حمزة شبهة واحدة ألمّت بهذه الحياة، لا يذكر أنه رآه يوما غاضبا، أو قانطا، أو طامعا،أو لاهيا، أو مهزوزا... وحمزة لم يكن يتمتع بقوة الجسم فحسب، بل وبرجاحة العقل، وقوة إرادة أيضا..


قصـــةإسلامـــــه:


وكان إسلام حمزة في السنة الثانية من مبعث رسول الله، وقيل بل أسلم بعد دخول النبي دار الأرقم في السنة السادسة من البعثة، ويرجح الرواية الأولى لإجماع المصادر عليها.


في اليوم الموعود..خرج حمزة من داره،متوشحا قوسه، ميمّما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة، ورياضته الأثيرة، الصيد.. وكان صاحب مهارة فائقة فيه.. وقضى هناك بعض يومه، ولما عاد من قنصه، ذهب كعادته الى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلي داره.


وقريبا من الكعبة، لقته مولاه عبد الله بن جدعان.. ولم تكد تبصره حتى قالت له: " يا أبا عمارة.. لو رأيت ما اقي ابن أخيك محمد آنفا، من أبي الحكم بن هشام.. وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره".. ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله..


واستمع حمزة جيدا لقولها، ثم أطرق لحظة، ثم مد يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل.. فان هو لم يجده هناك، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه.. ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش..


وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل: " أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟! الا فردّ ذلك عليّ ان استطعت"..


وفي لحظة نسي الجالسون جميعا الاهانة التي نزلت بزعيمهم أبي جهل والدم لذي ينزف من رأسه، وشغلتهم تلك الكلمة التي حاقت بهم كالصاعقة.. الكلمة التي أعلن بها حمزة أنه على دين محمد يرى ما يراه، ويقول ما يقوله.. أحمزة يسلم..؟ أعزّ فتيان قريش وأقواهم شكيمة..؟؟ انها الطامّة التي لن تملك قريش لها دفعا.. فاسلام حمزة سيغري كثيرين من الصفوة بالاسلام، وسيجد محمد حوله من القوة والبأس ما يعزز دعوته ويشدّ ازره، وتصحو قريش ذات يوم على هدير المعاول تحطم أصنامها وآلهتها..!! أجل أسلم حمزة، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي عليه صدره، وترك الجمع الذاهل يجترّ خيبة أمله، وأبا جهل يلعق دماءه النازفة من رأسه المشجوج.. ومدّ حمزة يمينه مرّة أخرى إلي قوسه فثبتها فوق كتفه، واستقبل الطريق الى داره في خطواته الثابتة، وبأسه الشديد..!

كان حمزة يحمل عقلا نافذا، وضميرا مستقيما.. وحين عاد الى بيته ونضا عنه متاعب يومه. جلس يفكر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث له من قريب.. كيف أعلن إسلامه ومتى..؟ لقد أعلنه في لحظات الحميّة، والغضب، والانفعال.. لقد ساءه أن يساء إلي ابن اخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصرا، فيغضب له، وأخذته الحميّة لشرف بني هاشم، فشجّ رأس أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه... ولكن هل هذا هو الطريق الأمثل لك يغادر الإنسان دين آبائه وقومه... دين الدهور والعصور.. ثم يستقبل دينا جديدا لم يختبر بعد تعاليمه، ولا يعرف عن حقيقته إلا قليلا.. صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد ونزاهة قصده.. ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ دينا جديدا، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب، مثلما صنع حمزة الآن..؟؟؟

وشرع يفكّر.. وقضى أياما، لا يهدأ له خاطر.. وليالي لا يرقأ له فيها جفن.. وحين ننشد الحقيقة بواسطة العقل، يفرض الشك نفسه كوسيلة إلى المعرفة. وهكذا، لم يكد حمزة يستعمل في بحث قضية الإسلام، ويوازن بين الدين القديم، والدين الجديد، حتى ثارت في نفسه شكوك أرجاها الحنين الفطري الموروث الى دين آبائه.. والتهيّب الفطري الموروث من كل جيد..
واستيقظت كل ذكرياته عن الكعبة، وآلهاها وأصنامها... وعن الأمجاد الدينية التي أفاءتها هذه الآلهة المنحوتة على قريش كلها، وعلى مكة بأسرها. لقد كان يطوي صدره على احترام هذه الدعوة الجديدة التي يحمل ابن أخيه لواءها.. ولكن اذا كان مقدورا له أن يكون أحد أتباع هذه الدعوة، المؤمنين بها، والذائدين عنها.. فما الوقت المناسب للدخول في هذا الدين..؟ لحظة غضب وحميّة..؟ أم أوقات تفكير ورويّة..؟ وهكذا فرضت عليه استقامة ضميره، ونزاهة تفكيره أن يخضع المسائلة كلها من جديد لتفكر صارم ودقيق..
وبدأ الانسلاخ من هذا التاريخ كله.. وهذا الدين القديم العريق، هوّة تتعاظم مجتازها.. وعجب حمزة كيف يتسنى لانسان أن يغادر دين آبائه بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل.. ولكنه واصل رحلة العقل.. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ الى الغيب بكل اخلاصه وصدقه.. وعند الكعبة، كان يستقبل السماء ضارعا، مبتهلا، مستنجدا بكل ما في الكون من قدرة ونور، كي يهتدي الى الحق والى الطريق المستقيم..
ولنصغ اليه وهو يروي بقية النبأ فيقول:
".. ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي.. وبت من الشك في أمر عظيم، لا أكتحل بنوم.. ثم أتيت الكعبة، وتضرّعت تاة الله أن يشرح صدري للحق، ويذهب عني الريب.. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا.. وغدوت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري، فدع الله أن يثبت قلبي على دينه.." وهكذا أسلم حمزة اسلام اليقين..








ولما أسلم حمزة قال أبياتاً منها:



حمدت الله حـين هدى فؤادي... إلى الإسلام والدِّين الحنيف

لدينٌ جاء من ربٍ عزيزٍ... خبيرٍ بالعـباد بهم لطــيف

إذا تليت رسائله علين... تحدر دمع ذي اللـب الحصيف

رسائل جاء أحمد من هداه... بآيـات مبينة الحــروف

وأحمد مصطفى فينا مطاع... فلا تغشوه القول العنيف

فلا والله نسـلمه لقــوم... ولما نقض فيهم بالسـيوف





حمزة أسد الله عزوجل:


أعز الله الإسلام بحمزة.. ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله، وعن المستضعفين من أصحابه.. ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة، وراح يحرّض قريشا على انزال الأذى بالرسول وصحبه، ومضى يهيئ لحرب أهليّة يشفي عن طرقها أحقاده..


ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن إسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا.. كما كان اغراء ناجحا لكثير من القبائل التي قادها إسلام حمزة أولا. ثم إسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى الإسلام فدخلت فيه أفواجا..!! ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته، وبأسه، وحياته، لله ولدينه حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم: "أسد الله، وأسد رسوله"..


وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة.. وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة.. ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر، كان أسد الله ورسوله هناك يصنع الأعاجيب..!!


حياته في الإسلام
حصارالشعب:


في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومة هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة.





هجــرته:


ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى الرسول.



أول لواء في الإسلام:

بعد سبعة أشهر من هجرةرسول الله وبعد ان أذن الله سبحانه وتعالي لرسوله بقتال المشركين، عقد رسول الله صلي الله عليه وسلم اول لواء في الإسلام، خرج حمزة في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض قافلة قريش التي جاءت من الشام تريد مكة وفيها أبوجهل بن هشام في ثلاثمائة رجل فبلغوا ساحل البحر من ناحية العيص فالتقوا حتى اصطفوا للقتال مشى مجدي بن عمرو الجهني وكان حليفاً للفريقين جم يعاً إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء مرة حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا فتوجه أبوجهل في أصحابه وقافلته إلى مكة وانصرف حمزة بن عبدالمطلب في أصحابه إلى المدينة وما لبث قليلاً حتى جاءت غزوة الأبواء في صفر على رأس اثني عشر شهرًا من الهجرة، وقد حمل اللواء فيها حمزة بن عبدالمطلب.


ثم غزوة رسول الله ذا العشيرة في جمادي الآخرة على رأس ستة عشر أيضاً شهرًا من الهجرة، وكان حامل لوائه فيها حمزة بن عبدالمطلب، وكانت هذه السرايا والغزوات مقدمة لغزوة بدر الكبرى.


جهـــــــاده:



شهد مع النبي غزوة ودّان -قرية قريبة من الجحفة بين مكة والمدينة- وحمل لواء الغزوة. وظهرت بطولته في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلى بلاء حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون ذلك فعل بنا الأفاعيل، وقد كان حمزة بحق بطل غزوة بدر الكبرى، وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة الثانية للهجرة كان حمزة حاملاً لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة، وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي حدثت في شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول الله بسيفين كأنه الجمل الأورق.



حمزة رضي الله عنه في غزة بـدر:


قبل نشوب المعركة، خرج أحد المشركين ( الأسود بن عبد الأسد) وكان رجلاً شرسًا سيء الخلق، فقال ( أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه ) فخرج إليه حمزة فأطار قمده وهو دون الحوض، فوقع على ظهره، ثم قتله حمزة في الحوض، ولما دعا " عتبة وشيبه والوليد" إلى المبارزة، خرج "حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث لمبارزتهم، فبارز حمزة شيبه، ولم يلبث أن قتله.


أبلى حمزة رضي الله عنه بلاءًا عظيمًًا يوم بدر، وكان يقاتل بسيفين، وكان دوره بارزًا للغاية، فقد قتل أشجع شجعان قريش، وأكثرهم إقدامً، ذلك الذي تحدى المسلمين في محاولة الشرب من حوضهم أو هدمه، وقتل شيبة وعتبة ابني ربيعة وهما من أشراف قريش وشجعانه، وبذلك أثر أعمق الأثر في معنويات قريش، فانهارت معنوياتهم..


لقد كان حمزة بطل غزوة بدر الكبرى، مما شدد من النقمة عليه، واستهدفوا حياته في غزوة أحد..



في بني قينقاع:

لما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر أظهرت اليهود له الحسد بما فتح الله عليه، فبغوا عليه ونقضوا عهدهم معه، وبينما هم كذلك إذ جاءت امرأة مسلمة إلى سوقهم، فجلست عند صائغ لأجل حلي له، فجاء رجل منهم فأظهر عورته، فقام إليه رجل من المسلمين فقتله، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصنوا بحصونهم، فحاصرهم 15 ليلة فنزلوا على حكمه، فأجلاهم إلى أذرعات، وكان حمزة رضي الله عنه هو حامل لواء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة.




في غزوة أحـد (استشهاده):



(( منتصف شهر شوال سنة 3 هـ (624م) وله من العمر نحو (58سنة)))


لما كانت غزوة أحد، والتحم الفريقان، يذكر قاتل حمزة ( وحشي): كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال: له هلم إلي يا ابن مقطعة البظور. قال: فضربه ضربة كأن ما أخط. رأسه قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته. حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة وإنما قتلته لأعتق
.فلما رأته ( هند بنت عتبة) بقرت بطنه رضي الله عنه ـ ومثلت به، لأنه كان قد قتل أباها في بدر، وسميت بآكلة الأكباد.: لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان أباه كان من المشركين و بقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده ثم لفظته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو دخل بطنها لم تدخل النار "
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي ن قد بُقر بطنه عن كبده، ومًثٍّل به، فحزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم،فقال : رحمك الله، أي عم، لقد كنت وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى فلما رأى المسلمون حزن رسول الله وغيظه على من فعل بعمه ذلك قالو: والله لئن أظفرنا الله بهم يومًا من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، و عن أبي هريرة قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: " رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلن بسبعين منهم ". قال فما برح حتى نزلت: " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ". النحل: 126 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل نصبر ". وكفر عن يمينه، ونهى عن المثلة.


وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنه ودفن هو و ابن أخته عبد الله ابن جحش في قبر واحد.


ـ عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير صحيح الإسناد


ـ عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غسلته الملائكة صحيح الإسناد


ـ عن علي قال ( إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب

)،ثم أمر رسول بحمزة فدفن في موقع المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيدالشهداء، ولما رجع رسول الله من أحد إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فاجتمع نساء وبكين حمزة ولما أطلن البكاء قال : (مروهنّ لا يبكين على هالك بعد اليوم).وكانت السيدة فاطمة الزهراء تأتي قبر حمزة .. ترمه وتصلحه.

حزن الرسول على حمزة:


خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به، فجدع أنفه وأذناه، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين رأى ما رأى: (لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم.. فلما رأى المسلمون حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: (والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. فنزل قوله تعالى: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون). فعفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن المثلة، وأمر بحمزة فسجي ببردة، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة... وكان ذلك يوم السبت، للنصف من شوال، سنة (3) للهجرة.









فضل حمـــزة رضي الله عنه



ماورد في حمزة في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة:


أولاً:ماورد في القرآن الكريم:


1- أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمي إنما يتذكر اولوا الألباب..(19) سورة الرعد .. قيل نزلت في حمزة وابي جهل.



2- وضرب الله مثل رجلين أحدهما أبكم لايقدر علي شيء وهو كل علي مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم (76) النحل .. قيل ( ومن يأمر بالعدل) حمزة وعثمان بن عفان وعثمان بن مضغون.




3- هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم (19) الحج .. ثبت في الصحيحين أن أبا ذركان يقسم أنها نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبه وصاحبيه.


ثانياً:ماورد في الحديث الشريف:



1_روي عن رسول الله ( سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب))


2- وذكر ابن الاثير في أسد الغابة ((عن ابن عباس قال : صلى رسول الله على حمزة فكبر سبع تكبيرات ، ثم لم يؤت بقتيل إلا صلى عليه معه، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة وأنى لأحد أن يدرك تلك الكرامة من الحبيب سبعون صلاة .




3- ما ذكر ابن هشام في السيرة النبوية ((ولما وقف رسول الله علي حمزة قال: لن أصاب بمثلك أبدًا، وما وقفت موقفاً قط أغيظ إليَّ من هذا، ثم قال جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله.



4- كما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة أن النبي كان يجمع الرجلين من قتلى أحد .. وقال: ((أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامه.



5- كما ذكر أيضاً في أكثر من موضع من كتب الحديث والسير منها أسد الغابة ما نصه .. عن جابر قال Sad( استصرخنا على قتلانا يوم أحد يوم حفر معاوية العين، فوجدناهم رطاباً يتثنون، زاد عبدالرحمن وذلك على رأس أربعين سنة)) .




ثالثاً: ماورد عنه من أقوال الصحابة رضي الله عنهم:


١- أُتي عبدالرحمن بن عوف بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، و ُ كفِّن في بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه، وقُتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ثم بكى وترك الطعام.



٢- عن سعد بن أبي وقاص قال :كان حمزة بن عبدالمطلب يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله بسيفين، ويقول: أنا أسد الله








رثــــــــاؤه



رثاه عدد من الشعراء نذكر منهم





عبد الله بن رواحة الذي يقول فيه:



بكت عيني وحق لها بكاهـا ... وما يغني البكاء ولا العويـل

على أسـد الإله غداة قالـوا ... أحمزة ذاكم الرجل القتيـل

أصيب المسلمـون به جميعـاً ... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى، لك الأركان هـدّت ... وأنت الماجد البرّ الوصـول






كما رثاه حسان بن ثابت في قوله :



دع عنك دارا قد عفا رسمـــها...
وابك على حمـزة ذي النائـــل...

اللابــس الخـيل اذا أحجـمت...
كالليــث في غابتـه البـاسـل...
أبيض في الذروة مـن بـني هاشم...
لم يمــــر دون الحـق بالباطل...
مـال شهيـدا بيـن أسيـافكم...
شلت يـدا وحشـي من قاتـل...




لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا. وكان العزاء فيه مهمة صعبة.. بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله أجمل عزاء.



ففي طريقه من أحد الى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها، وأخوها..




وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة..




فنعوا اليها الزوج..والأب ..والأخ..




واذا بها تسألهم في لهفة:




" وماذا فعل رسول الله"..؟؟




قالوا:




" خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين"..!!




قالت:



" أرونيه، حتى أنظر اليه"..!!



ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول:



" كل مصيبة بعدك، أمرها يهون"..!!




**



أجل..




لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه..




ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير..



سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها.. ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال:



" وماذا فعل رسول الله"..؟؟!!



لقد كان مشهد أجاد الرحمن رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء.. في أسد الله، وسيّد الشهداء..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://safaaelhob.hooxs.com
صفاء الحب
Admin
صفاء الحب


المساهمات : 340
تاريخ التسجيل : 28/01/2009

سيد الشهداء Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد الشهداء   سيد الشهداء I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 3:34 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://safaaelhob.hooxs.com
 
سيد الشهداء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اليوم يتقدم الشهداء غزة المحررة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صفاء الحب :: القسم الأدبى :: المنتدى الإسلامى :: السيرة النبوية-
انتقل الى: