صفاء الحب Admin
المساهمات : 340 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: إبراهيم يؤذن بالحج الجمعة فبراير 06, 2009 4:36 am | |
| طلب الله سبحانه وتعالى من إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج فقال جل جلاله : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) - سورة الحج وقف إبراهيم عليه السلام في هذا المكان المقفر المجدب الذي لا ماء فيه ولا زرع , لم يكن هناك أحد يسمعه , ولكن أذن لأن الله سبحانه وتعالى قال له : عليك الآذان وعلينا البلاغ . وكان من طلاقة قدرة الله أن بلغت هذه الدعوة مسامع كل من كتب الله له أداء هذه الفريضة الجليلة منذ أذن إبراهيم عليه السلام وإلى أن تقوم القيامة ... سمعوا نداء أبينا إبراهيم عليه السلام وهم ما زالوا في ظهور أجدادهم فاستجابوا له ... لقد جعل الله سبحانه وتعالى بيته الحرام قبلة للمؤمن يتجه إليه كل يوم خمس مرات في الصلاة .. وهكذا شاءت إرادة الله أن ينشغل فؤاد المؤمن بهذا البيت وهو بعيد عنه إلى أن يؤدي فريضة الحج ليتم بها نعمة الإيمان بالله ... فكأن كل إنسان مسلم قد أعده الله إعداد نفسيا للحج قبل أن يحج بسنوات .. وقد تموت الإنسان ولا يحج , ولكن قلبه يظل مشغولا بالبيت معلقا به , يتجه إليه خمس مرات كل يوم ... والحج فريضة تقتضي أشياء كثيرة في حركة الحياة .. فهي تقتضي مجهودا وطاقة وعونا من الله بالقوة والقدرة والعافية , وتقتضي حركة , لأن الإنسان عليه أن يعمل أكثر من حاجته المعيشية ليدخر مصاريف الحج , فلو عمل على قدر حاجته لكسب وأنفق ما يكفي يومه وما ادخر شيئا ليحج به , ولذلك فإن المؤمن يطلب من الله طاقة عمل تتسع له ولمن يعول ولما سينفقه بعد ذلك عندما يكون حاجا ... كل هذه الإعدادات سواء بالنسبة للصحة أو بالنسبة للعمل أو بالنسبة للطاقة تعطي أكثر من الحاجة .. كل هذه نعم من الله .. هذه النعم إذا توافرت لك تستحق أن تحمد الله عليها بأن تقول : (( لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )) .. الحمد لأنك أعنتني بالطاقة والقدرة والإمكانيات وأمددتني بنفقات حجي ونفقات أسرتي مدة غيابي .. لك الحمد لأنك أنعمت على بكل هذه النعم .. التي مهما توالى شكري عليها فلن توفيك حقلك من الثناء والحمد ... ولا بد أن نلاحظ الدقة في التعبير بالنسبة لشعار الحج .. فالحاج يقول : لبيك اللهم لبيك , إن الحمد والنعمة .. وكان السياق يقتضي أن يقال : إن النعمة والحمد لك أن الحمد لا يكون إلا على نعمة . ولكن هنا يأتي الحمد وبعد ذلك النعمة لماذا ؟ لأنك وأنت تحمد فإن حمدك كان على نعمة سبقت .. فالله سبحانه وتعالى قد أعطاك كل هذه النعم التي مكنتك من أن تبدأ رحلة الحج . فأنت تحمده على نعمة الإيمان التي جعلتك تقوم بهذا التكليف . فكأن النعم مستمرة من الله والحمد مستمر لله , فنحن نحمده سبحانه على نعم مضت وعلى نعم قادمة .. ونعم الله دائمة لا تنفد ولا تنتهي مصداقا لقوله تعالى : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) - سور النحل ويقول الحاج وهو يلبي : ( إن الحمد والنعمة لك والملك ) وما دام الملك لله سبحانه وتعالى وسيظل كذلك .. فعلى الإنسان ألا يخشى شيئا في الدنيا ... يقول الله في الحديث القدسي الشريف : ( يا إبن آدم لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطاني وملكي لا يزول . لا تخف من فوات الرزق ما دامت خزائني مملوءة لا تنفد . خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي فسر في طاعتي يطعك كل شيء . لي عليك فريضة ولك على رزق . فإن خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك إن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما ) .. وقول الحق : ( لا شريك لك ) حتى يدخل الإطمئنان في قلب المؤمن بأن الله واحد أحد .. الله يريد أن يطمئننا بأنه واحد لا شريك له ينازعه فيما يريد .. هذه الوحدانية نعمة كبرى لا بد أن نحمد الله عليها لأنه لو كان هناك شريك لله لفسدت الأرض ولضاعت مصالح الناس بين إله يريد , وإله لا يريد .. | |
|