صفاء الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحب والرومانسية والجمال والثقافة
 
الرئيسيةمنتدى الرياضةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مكاتيب للوهج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الحب
Admin
صفاء الحب


المساهمات : 340
تاريخ التسجيل : 28/01/2009

مكاتيب للوهج Empty
مُساهمةموضوع: مكاتيب للوهج   مكاتيب للوهج I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 04, 2009 3:05 am

ـ الصبي والشمس :

هبطت الشمس في عز الظهيرة وانطرح قرصها يتدحرج على الأرض ، اقترب منها صبي ، سألها أن تمنحه جذوة ، قالت وهي تتأمل أصابعه النحيلة :

ـ أخاف على أصابعك أن تتقصف .

تقدم الصبي في تصميم ، امتدت أصابعه ، ازدادت صلابة واشتعالاً ونماء ولم تتقصف .

2 ـ التحقيق :

امتلأ وجه المحقق غيظاً ، ضرب الطاولة والأوراق التي أمامه في نزق فاحمرت يده ،

زمجر في حنق :

ـ للمرة السابعة نرسل في طلبك ، لنؤكد لك أننا سنجد زوجكِ في النهاية لا محالة وما دام الأمر كذلك فالأفضل لكِ وله ولأولادكما أن تخبرينا عن مكانه .

ودق الطاولة بيده الثانية و ازدادت ملامحه كآبة .

.. لم ترد الزوجة ..

ارتسمت على وجهها ابتسامة تحد صغيرة وتمتمت حين أبصرت ملامحه :

ـ ترى كيف ستغدو تلك السحنة حين يرسل في طلبي للمرة المائة ؟

3 ـ ستمطر :

تطلع الولد الأول إلى السماء ثم نظر إلى رفيقه وصاح في فرح :

ـ ستمطر بعد قليل .

ـ لا .

ـ ستمطر .

ـ لا ..

اشتد بينهما الجدل ثم اتفقا أن يحتكما إلى رأي أول عابر .

ـ سيدي الشيخ .. أيها الشيخ ..

توقف الرجل واقترب منه الولدان .

سأله الولد الأول :

ـ هل ستمطر السماء بعد قليل يا سيدي ؟

.. نظر إليهما الشيخ متبرماً وزعق في نفور :

ـ وما أدراني !!

ـ بل ستمطر .

هتف بها الولدان في صوت واحد .. و.. واندلق المطر .

4 ـ الحقيقة :

كانت شبابته تتحدث عن الشمس والأعراس المقبلة عندما طلعت من آخر الوادي .

اقتربت منه ثم توقفت .

هاله وجهها الممتقع وسأل :

ـ ما بك أيتها الصبية ؟

أطرقت رأسها وقالت في انكسار :

ـ أبحث عن ولد صغير .

ترك شبابته وسأل باهتمام :

ـ ولدك ؟؟

قالت :

ـ نعم .

سأل :

ـ وكيف حدث ذلك ومتى ؟؟

قالت في نبرة يُعشب فيها الحزن :

ـ تاه مني يوم أن هجمت الطائرات .

قال في استهجان :

ـ وكيف هان عليك أن تمضي وتتركيه ؟

قالت :

ـ لقد ضاع مني في الزحام .

.. نكش التراب وقال :

ـ أيتها المرأة غير جدير بفلذته من يهرب ويتركها زمن الشدة .

.. أنصتت باهتمام وأكملت :

ـ بحثت عنه كثيراً ، سألت عنه كل المطارح ، بكيت حتى نشفت دموعي .

حك رأسه وقال :

ـ السؤال وحده لا يؤدي إلى الحقيقة دائماً .

هتفت في لوعة :

ـ لم تسألني عن أوصافه يا سيدي حتى الآن .

هز رأسه .. قالت في رجاء :

ـ ساعدني يا سيدي إن كنت تعرف من أمره شيئاً ، وقاك الله شر عثرات الزمن .

أشار بإصبعه وقال :

ـ انظري أمامك يا ابنتي .

... تطلعت فلم ترَ غير السماء والسهول والبحر .

قالت :

ـ لا أرى غير السماء والسهول والبحر .

.. أشار بإصبعه في حركة دائرية وقال :

ـ تلفتي حولك .

.. تلفتت حولها فلم تبصر غير الأشجار والعصافير والشمس .

قالت :

ـ لا أرى غير الأشجار والعصافير و ....

... وقبل أن تكمل زعقت في الفضاء طائرة حربية سوداء ، و كان الوادي شرايين مشحونة بالخضرة والنشيد .

أرخى أدنيه وسألها :

ـ هل سمعتِ ؟

اقتربت وأجابت :

ـ نعم ..

قال :

ـ هل أبصرتِ ؟

توردت قسماتها وقالت :

ـ نعم ..

قال :

ـ أيتها المرأة لا تحزني .

وعادت شبابته تغني للشمس والأعراس الناهضة .

5 ـ الأطفال يصنعون العصافير :

قال الطفل الصغير لأمه وهو يتأمل أغصان الشجر :

ـ أمي لماذا اختفت العصافير ؟

.. نظرت إليه الأم في حنو وقالت :

ـ خوفاً من الأغراب .

ـ ولماذا تخاف العصافير من الأغراب ؟؟

أجابت أمه في حذر :

ـ لأنهم لا يحبون العصافير ..

.. وبعد تفكير سأل :

ـ ولماذا لا يحب الأغراب العصافير ؟؟

قالت أمه :

ـ لأنها تحسن الطيران والغناء والزقزقة .

نظر الطفل إلى الفضاء الواسع وسأل:

ـ ولماذا يكره الأغراب الزقزقة ؟؟

قالت :

ـ لأنها تذكرهم بالشمس .

سكت الطفل .. تأمل ما حوله وراح يحلم بعصافير لا يقدر عليها الأغراب .

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://safaaelhob.hooxs.com
 
مكاتيب للوهج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صفاء الحب :: الشعر والخواطر والإبداع القصصى :: الإبداع القصصى-
انتقل الى: