صفاء الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحب والرومانسية والجمال والثقافة
 
الرئيسيةمنتدى الرياضةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحقيقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الحب
Admin
صفاء الحب


المساهمات : 340
تاريخ التسجيل : 28/01/2009

الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: الحقيقة   الحقيقة I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 04, 2009 3:02 am

كانت شبابته تتحدث عن الشمس والأعراس المقبلة عندما طلعت من آخر الوادي ..

اقتربت منه ثم توقفت .

هاله وجهها الممتقع وسأل :

ـ ما بك أيتها الصبية ؟

أطرقت رأسها وقالت في انكسار :

ـ أبحث عن ولد صغير .

ترك شبابته وسأل باهتمام :

ـ ولدك ؟؟

قالت :

ـ نعم .

سأل :

ـ وكيف حدث ذلك ومتى ؟؟

قالت في نبرة يُعشب فيها الحزن :

ـ تاه مني يوم أن هجمت الطائرات على الناس .

قال في استهجان :

ـ وكيف هان عليك أن تمضي وتتركيه ؟

قالت :

ـ لقد ضاع مني في الزحام .

.. نكش التراب وقال :

ـ أيتها المرأة غير جدير بفلذته من يهرب ويتركها زمن الشدة .

.. أنصتت باهتمام وأكملت :

ـ بحثت عنه كثيراً ، سألت عليه في كل المطارح ، بكيت حتى نشفت دموعي .

حك رأسه وقال :

ـ السؤال وحده لا يؤدي إلى الحقيقة دائماً .

هتفت في لوعة :

ـ لم تسألني عن أوصافه يا سيدي حتى الآن .

هز رأسه .. وقالت في رجاء :

ـ ساعدني يا سيدي إن كنت تعرف من أمره شيئاً ، وقاك الله شرعثرات الزمن .

أشار بإصبعه وقال :

ـ انظري أمامك يا ابنتي .

... تطلعت فلم ترَ غير السماء والسهول والبحر .

قالت :

ـ لا أرى غير السماء والسهول والبحر .

.. أشار بإصبعه في حركة دائرية وقال :

ـ تلفتي حولك .

.. تلفتت حولها فلم تبصر غير الأشجار والعصافير والشمس .

قالت :

ـ لا أرى غير الأشجار والعصافير و ....

... وقبل أن تكمل زعقت في الفضاء طائرة حربية سوداء ، تبعتها على الفور طلقات مشحونة بالخضرة والشمس .

أرخى أدنيه وسألها :

ـ هل سمعتِ ؟

اقتربت وأجابت :

ـ نعم ..

قال :

ـ هل أبصرتِ ؟

توردت قسماتها وقالت :

ـ نعم ..

قال :

ـ أيتها المرأة لا تحزني وعادت شبابته تغني للشمس والخضرة .

ملحق :

الشمس كرة لا نهائية من الوهج اللامع ، يعشقها الأولاد ، يأوون إليها ويحتفلون بها في مهرجاناتهم وعندما تحاصر الحواكير بالظلمة والطاعون يحملونها بين ضلوعهم متاريس وساحات شعبية وخنادق .

ملحق آخر :

العصافير كائنات صغيرة تنهض قبل الأولاد وتعاشر الشمس كلما خفقت أو هلت من وراء بواباتها ، تنتظر الأولاد تضاحكهم ، تعابثهم ويعابثونها فلا تزعل منهم وتظل تصدح وتصنع الضحكات ، وحينما تنعق في سماوات الأولاد والوطن طائرات الأعداء ، تختزن العصافير عبر مسامات جلدها النهر والكغكغات والثورة وتظل تصدح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://safaaelhob.hooxs.com
 
الحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صفاء الحب :: الشعر والخواطر والإبداع القصصى :: الإبداع القصصى-
انتقل الى: