رسالة إلى كل مذنب في هذا البلد
إلى كل من حرمنا الله المطر بسبب ذنوبه
إلى كل من كانت ذنوبه سببا فيما نحن فيه من الغلاء والوباء والمحن وحبس المطر
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"
ولو سلمنا من ذنوبنا لأنزل الله علينا بركات من السماء
"ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لنزلنا عليهم بركات من السماء"
فإلى أهل الذنوب في هذا البلد_وأولهم أنا_:
اتقوا الله فينا وفي أنفسكم فقد أصابتنا جريرة ذنوبكم
وأصابنا الغلاء والوباء وحبس عنا القطر
فاتقوا الله تسلم لكم آخرتكم وتسلم لنا ولكم الدنيا
إلى أهل الكرم في هذا البلد ليس الكرم في البذخ والحفلات والذبائح
الكرم كرم النفس وإعانة المحتاج ومساعدة المساكين ليس الكرم في حجم المفطحات التي ترمى وهناك من جيرانكم _حتى_ من يتضور جوعا
اتقوا الله في نعمه حتى لا يبتلينا الله وإياكم بالفقر فإن البلاء وما نحن فيه من غلاء ومحن من أفعالكم
اتقوا الله فقد أنحبس المطر ولعل انحباسه بسبب أفعالكم
إلى أهل الترف الذين انغمسوا في الملذات وشاع فيهم الفساد: اتقوا الله فإن فسادكم وإن كان على أنفسكم فإن عاقبته تعمنا معكم
فالله الله فينا
إلى "مترفيها" الذين شاع فيهم الفساد فأبت أنفسهم إلا أن يصدروه للمجتمع ويبذلوا أموالهم وجاههم في ذلك اتقوا الله فإن ما أصابنا من ذنوبكم وتذكروا:
"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "
وكما قال السيوطي أو غيره:
ما رأيت ترفا قط إلا ومعه حقا مضيعا
إلى أصحاب الأموال والأرصدة اتقوا الله وأدوا حق الله في أموالكم
إني لأتساءل عن بلد فيه أكثر من 83 ألف مليونير والكثير من الملياريه ولا نرى أثرا للزكاة التي هي حق الله في أموالهم
اتقوا الله قبل أن يرسل الله حسبانا من السماء على أموالكم
إلى كل علماني يناضل من أجل نشر هذا الفكر بيننا اتق الله وتذكر قوله تعالى:
"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"
وتوقع أن تكون أنت المقصود بالآية وقد تكون كذلك
إلى كل من ستر الله عليه معصيته فأبى إلا أن يجاهر بها ويفضح نفسه وغيره بمقاطع التصوير اتقوا الله ولا تبارزوه بالمعصية جهارا فيسحتكم بعذاب يعم غيركم
اتقوا الله واعلموا أن ما أصابنا بذنوبكم وليتكم سترتموها
إلى كل المذنبين توبوا إلى الله وأكثروا الاستغفار لعل الله يرحمنا ويرفع ما بنا
أكثروا من الإستغفار وتذكروا:
"وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون"
استغفر الله.. استغفر الله.. استغفر الله..
استبطأ قوم نزول الأمطار في عبد الله بن المبارك "أحد التابعين الزهاد"
فقال لهم "أنتم تستبطئون نزول المطر وأنا أستبطى نزول الحجر من السماء"
لله درك يا عبد الله تستبطى نزول الحجر في زمن العبادة والزهد والورع فماذا نقول عن حالنا !
رحماك إلهي بنا فلولا رحمتك بنا لأهلكتنا بذنوبنا