اختلفت القبائل في نسب الفتى الذي نعفته على الفور قذيفةُ الدبابةِ عيداناً ممزقة ، كل قبيلة تؤكد أنه سليل أصولها و بطونها ، و وصل الأمر حد التلويح ببيانات التخوين والتهديد بعظائم الأمور .
قال خطيب القبيلة الأولى : ربطتنا بالفتى أواصر شتى ، فالقصائد التي كتبها صهيلا ً في وجه الطوفان كانت جزءاً من أوراقنا .
قال ناطق القبيلة الثانية : عندما غارت عيون الماء ، و ضاق الحال ، و زحف الخراب ، و أضحت الأرض تفور بالأفاعي و العقارب و السحالي و الجرذان ، أخذ بأيدينا نحو ماء صافٍ ، عذبٍ ، لا مثيل لمذاقه .
قال خطيب القبيلة الثالثة : حينما فاجأت غارةُ الأعداءِ المضاربَ ، علا صراخ الحريم ، وغدت البيوت راجفة مرعوشة ، رأيناه يقفز من فوق العوائق ، بسيفه يطارد رقاب الغارة .
تصاعد زعيق القبائل ، و انعقد غبارُ الطحن طوفان أمواس سوداء مسنونة تُمجّد الطعانَ الآتي ، نهض الفتى من كفنه قطعاً معفرةً بالدماء ، تأَمَّل القبائلَ اللاهية المنعوفة ، و تَمثَّلَ الطوفانَ الداهم الذي سيزدرد الجميع ، فتدلى عيداناً ممزقة باحثة عن موتٍ أسرع .