حالما أنهى المؤلف روايته ( فلتان ) ، سرح للحظات في شخوصه ، و تحسس عنقه الذي تراءى له عيداناً مذبوحة تشخب دماً يغطي السطور ، فقرر إعادة النظر في أصوات روايته و بنائها السردي .
بالممحاة داهم شخصياته غير النمطية التي تغوى الحديث عن البلطجة و البصاصين و المحاسيب و فوضى المُدى و الدكاكين ، و العمولات ، و القيء و الشخير و العرى و الشبق و العقم و الندوب و الملوِّثات و الطحالب و الشجر الأجرد و المراكب التائهة .
تنفس المؤلف أخيراً بعمق ، و اطمأن على عنقه العائد إلى جسده ، فغطّ في تثاؤب متصل ، لكن العنوان ظل يتلوى أنياباً فوق أعناق الأوراق النمطية الممحوة