الحياة غروب وشروق
الحياة غروب وشروق، والليل مهما طال يأتي من بعده النهار، ومن يقم من بعد الوقوع ويمشي بإصرار
يصل إلى الهدف المُراد إن شاء الله، تَحَملْ الآلام وأنت تمشي فوق الأشواك في طريق تحقيق الانتصار،
حَولها إلى طاقة قدْر المُستطاع واجعلها تساهم في دفعك للأمام، ولا تنظر أبداً إلى أسفل لترى في قدميك
الدماء التي تنزف من الجِراح، وإنما انظر دوماً إلى الأمام.. إلى أسفل منتصف الهدف بعيداً هناك.. كما
يفعلُ الرُماة.
إن كنت على صواب، فلا تعبأ بالانتقاد، ولا تضع في الحُسبان أي كلام هَدام، واعلم أن آراء البعض فينا
تكون في بعض الأحيان أدنى إلى الصواب من آرائنا في أنفسنا التي قد يحكمها الهوى. وإياك إياك أن
تغتر بالثناء، واستشر الأمناء، واستمع وأنصت لنصائح المحبين والحكماء واستفد منها قدر المستطاع،
إن كان المَلاح في البحر يُصححُ من وقت لوقت اتجاه مَسَارِ السفينة، فأنت تستطيع بالمثل أن تصحح ولا
ريب مَسارَكَ بكل نصيحة.
لا تفكر أبداً في القصاص ممن آذاك (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ)، سَلمْ وارض بما ليس منه بد،
واعلم أن النصر مع الصبر، وأنه في دلجة ليل الكرب تشرق شمس الفرَج، اطرق باب الرحمن الرحيم
وأنت موقن في أنه يوشك أن ينفتح بالطرق عليه، عليك أن تسعى لتحقق نجاحك، فإن من يسعى إلى أن
يحيا الحياة التي يرجوها في خياله قد يلاقي من النجاح ما لم يخطر أبداً على باله.
امسك ريشة وألواناً، ولَون بنفسك كل الأشياء، احرص على أن تكون الألوان مُحددة للملامح والأبعاد
وداعية للسرور والابتهاج وطاردة للآلام والأحزان، واستقبل يومك بالابتسام يشرق وجهك من وراء
سحاب ويستبشر به الناس، واعزف بإصرارك ومقاومتك على أوتارِ كَمَانِ مستقبلك أعذب ألحان
النجاح، واسق بتفاؤلك شجرة حياتك حتى تثمر في غدِك أطيب وأحلى الثمار.
لا تجعل سِهَامَكَ تُخطئ ولا تُصيب، ولا تبذل طاقتك وجُهدَك في ما لا يفيد، وإذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع. فالمهم ألا تتوقف أبداً عن العمل وألا تسمح بأن يرحل من القلب الأمل مهما
كان السبب.
الأمل ليس وهماً كالسراب، بل هو فنار.. يهديك بضوئه في الظلام
تمنياتي لكم بحياة سعيدة